languageFrançais

فيديو الجراد نموذجا.. كيف تكشف المقاطع المفبركة بالذكاء الاصطناعي؟

فيديو الجراد نموذجا.. كيف تكشف المقاطع المفبركة بالذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي، مصطلح بات كثير التداول مؤخّرا، بعد الثورة التي أحدثها في عديد المجالات، وانتقاله من مفهوم مستقبلي إلى واقع. ورغم أنّ توليد الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي يُعتبر تقنية ناشئة عكس توليد النصوص والصور والأصوات، إلاّ أنّه مؤخرا، أصبح انتشار الفيديوهات المزيفة أو المولدة بالذكاء الاصطناعي المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، يُمثّل تحديا كبيرا.

قد يسعى بعض المتلقين إلى التحقّق من صحة هذه المحتويات، في حين يأخذها البعض الآخر، مسلّمة فنتنشر بسرعة رهيبة على المنصات والمواقع وتثير جدلا أحيانا كثيرة، على غرار الفيديو المزيّف الذي تم تداوله أمس على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، والذي يظهر انتشارا كبيرا للجراد في الجنوب التونسي تحت عنوان: ''تطاوين، فيديو مرعب لزحف الجراد القادم من الجنوب الليبي''.

فيديوهات تحاكي الواقع بشكل يصعب على غير المختصين تمييزه، ولذا لابد من تعزيز الوعي بطرق كشف زيف هذه المقاطع، لمنع الوقوع في فخ تزييف الحقيقة، وحتى لا يتم تضليلك، سنحاول في هذا المقال تقديم بعض الطرق للتحقق من صحة المحتويات المتداولة!

الذكاء الاصطناعي.. ماهو؟

يُعرف البعض الذكاء الاصطناعي بأنّه تقنية تُحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل والقدرة على اتخاذ سلوك ذكي. أما كبار الباحثين المختصين فيه فهو بالنسبة لهم "دراسة وتصميم أنظمة ذكية تستوعب بيئتها وتتخذ إجراءات تزيد من فرص نجاحها"، في حين يعرفه جون مكارثي -الذي وضع هذا المصطلح بأنه "علم وهندسة صنع آلات ذكية".

'AI'.. هو تعريف مختصر للذكاء الاصطناعي ذو القدرات التي تشبه قدرات الإنسان ويحاكي الذكاء البشري في العمل.

قفزة نوعية عرفها الذكاء الاصطناعي، خلال السنوات الأخيرة، ارتكزت على تطوير شبكات عصبية صناعية تحاكي في طريقة عملها أسلوب الدماغ البشري، أي أنها قادرة على التجريب والتعلم وتطوير نفسها ذاتيا دون تدخل الإنسان.

"التعلم العميق" هو أبرز مظاهر هذه القفزة، والتي أثبتت قدرتها على التعرف على الصور وفهم الكلام والترجمة من لغة إلى أخرى، وغير ذلك من القدرات التي بلغت حتى إلقاء الشعر!. هذه القدرات أغرت الشركات الأميركية، والصينية للاستثمار وتكثيف الأبحاث فيها.

يقول الخبراء إنّ إنتاج تفاصيل دقيقة في الفيديوهات المولدة بالذكاء الاصطناعي تتطلّب كميات كبيرة من بيانات عالية الجودة، ومع ذلك، لا عقبات تحول دون الحصول على هذه البيانات ذات جودة العالية، كل ما يطلبه الأمر عمل مكثف، ما يعني أنّه كل ما تقدّم الوقت كل ما تحسّنت جودة الفيديوهات وتتجاوز العيوب الحالية مثل الوجوه المتحولة والأشياء المشوهة.

 

 

علامات تكشف مقاطع الفيديو المزيفة

وفقًا لصحيفة ''ديلي ميل'' البريطانية، كشف الخبراء عن العلامات الستة الرئيسية التي تشير إلى مقطع الفيديو المزيف موضحين أنه يجب على المستخدم دائمًا الانتباه لتلك العلامات للتأكد من سلامة محتوى الفيديو، وجائت تلك العلامات كالآتي:

√ التحقق من شكل الأذنين: إحدى أسهل الطرق للتأكد من أن الفيديو خضع لعملية تزييف هي شكل الأذن، إذ يقول متخصص الذكاء الاصطناعي كريس أومي إنه غالبًا ما يصعب تزييف شكل الأذنين.

وأوضح أنه عند تزييف الفيديو تبدو الأذنين في كثير من الأحيان في ليست مثالية، لذلك يجب الانتباه لشكل الأذنين، ويفضل مقارنتهما ببعض الصور الحقيقية.

√ العثور على مصدر الفيديو: إذا لم تتمكن من اكتشاف أي مشكلات تتعلق بشكل الوجه للتحقق من صحة الفيديو، يوصي الخبراء بالبحث عن المصدر الأصلي للفيديو.

إذا لم يكن الفيديو يحتوي على أي ميزات محددة للبحث عنها، بإجراء بحث عكسي للأجزاء الرئيسية من الفيديو باستخدام لقطات الشاشة.

√ كشف البيانات الوصفية: يحتوي كل مقطع فيديو أو صورة على بعض البيانات الخاصة بنوع الكاميرا المستخدمة في التصوير وتاريخ التصوير، وهذه البيانات الخاصة بالتصوير تسمى البيانات الوصفية، وبالطبع تفتقد فيديوهات الذكاء الاصطناعي والصور المفبركة هذه البيانات لذلك يمكن إستخدام أداة "Exif Tool" للحصول على هذه البيانات الوصفية وكشف حقيقة المقطع من عدمه.

√ التدقيق في التعبيرات والسلوكيات: إذا كان الفيديو يضم أحد المشاهير أو الشخصيات العامة، فحاول معرفة ما إذا كان بإمكانك اكتشاف أي من سلوكياتهم الخاصة ولغة جسدهم للتأكد من عدم وجود اختلاف.

 

 

√ توازن العيون: يقول ''أومي'' إنه غالبًا ما تواجه تقنية تزييف الفيديوهات باستخدام الذكاء الاصطناعي مشاكل في محاذاة العيون، لذلك غالبًا ما تتضمن تناقضات.

وللتحقق من محاذاة العيون، قم بإيقاف الفيديو مؤقتًا عدة مرات وتحقق مما إذا كانت العيون تنظر في نفس الاتجاه.

√ البحث عن مواطن الخلل البصرية: قد تبدو مقاطع الفيديو المزيفة بعمق مقنعة عندما يواجه الشخص الكاميرا، لكن التكنولوجيا قد تتعثر عندما تستدير إلى الجانب.

ويشير الخبراء إلى أن يمكن اكتشاف هذه الأخطاء بواسطة إبطاء اللقطات، حيث تسهل اللقطات البطيئة ملاحظة أي نقاط تفشل فيها التكنولوجيا في مطابقة الوجه الناتج عن الذكاء الاصطناعي بشكل مثالي مع الجزء الحقيقي من الفيديو.

√ تزامن الصوت مع الصورة: في الواقع دائمًا ما تصنع مخارج الألفاظ شكلًا مطابق لها على الفم، حتى أن البعض يمكنهم قراءة الشفتين دون سماع الصوت، لذا إذا لاحظت عدم تزامن الصوت مع حركة الفم تأكد من صحة الفيديو.

وإذا قمت بإبطاء مقطع فيديو مزيف بعمق، فقد تتمكن من ملاحظة شكل الفم بشكل خاطئ لا يتناسب مع الصوت.

√ الإضاءة والظلال: قد تبدو الوجوه المزيفة غير طبيعية في الإضاءة والظلال، كما قد تكون الإضاءة مسطحة أو غير متسقة، أو قد تكون هناك ظلال قاسية غير طبيعية.

ويؤكّد المختصون أن فيديوهات التزييف العميق يمكن اكتشافها عبر أدوات وتطبيقات متقدمة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي بدورها، لفحص المحتوى، وتقديم درجة احتمالية كونه مزيفاً، متابعاً أن هذه الأدوات تتيح تحليل الصور والفيديوهات، وتقديم تقارير دقيقة حول صحّتها.